لا شكّ أن ظهور التجارة الإلكترونية أعاد تعريف سلوك التسوق أوّلاً وصناعة البيع بالتجزئة على نطاق أوسع. في الواقع، يقوم 31٪ من المستهلكين حول العالم بعمليّة شراء واحدة على الأقلّ في الأسبوع عبر الإنترنت. وهذه هي البداية فقط: من المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية إلى 4.9 تريليون دولار في العام 2021.
وبحسب موقع beeketing.com، ستمثل مبيعات التجارة الإلكترونية العالمية 17.5٪ من إجمالي مبيعات التجزئة العالمية.
فقد نتج هذا النمو الهائل منطقيّاً عن الفوائد المتعدّدة التي يقدّمها العالم الرقمي. وتكمن القيمة المضافة الحقيقية للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت في قدرتها على إنشاء روابط وخوض تجارب وامتلاك توقعات في كل مرحلة من مراحل عمليّة الشراء: إبتداءً من الدراية وثمّ التفاعل وتنتهي بالقرار.
مقارنة بين التسوّق في المتاجر التقليديّة والمتاجر الإلكترونيّة
في عالم يعتمد كليًا على التفاعلات الجسدية، ظهرت طريقة جديدة لتعطيل هذا الواقع! فوفقًا لـ ™Mastercard SpendingPulse، زادت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 18.8٪ في العام 2019 (وهو رقم قياسي جديد!) بينما ارتفع إجمالي التسوق بالتجزئة بنسبة 3.4٪ بين 1 نوفمبر و 24 ديسمبر مقارنة بالعام السابق.
كما ترى، تزدهر المتاجر، سواء كانت تقليديّة أو إلكترونيّة! بيد أنّ المتاجر الإلكترونية والتقليديّة قد تتمتّع بخصائص مماثلة، فمن السهل أيضاً ملاحظة الفرق.
إنشاء تقنيات ترويج فعّالة للمبيعات
هذه الخطوة الأولى التي يجب أن تسلّط الضور عليها! أوّلاً عليك أن تفكّر بخطّة لتشجيع عملائك على إجراء طلب.
فالجواب واضح: إلجأ إلى العروض ومعزّزات البيع! على الرغم من أن هذه العروض الترويجية تأتي بأشكال وأحجام مختلفة، يمكن تطبيقها جميعها (تقريبًا) في المتاجر الإلكترونيّة والتقليديّة.
- الخصومات المحدودة الوقت
أتذكر تلك العروض المفاجئة التي تدوم ساعة واحدة في السوبر ماركت؟ فهذه العروض الترويجية محدودة الوقت وتولّد إحساسًا بالإلحاح يدفع عملائك إلى إجراء طلب. الفومو، أي الخوف من فوات الشيء، موجود لدى أشخاص عدّة وعليك الاستفادة منه!
ويشير أدوبي أناليتكس إلى أن معدل تحوّل الزائرين إلى مشترين يتضاعف من الساعة 8 إلى 11 مساءً - فذلك معروف باسم "الساعات الذهبية" لأن "الأشخاص يريدون تجنب فقدان العروض التي قُدّمت خلال النهار"
- الحزم
من الأفكار الناجحة في عالم التجارة، هي جمع سلع متكاملة لتشكيل حزمة. فيمكن للعملاء شراء هذه المنتجات معًا بسعر منخفض بدلاً من دفع المزيد عند شرائها بشكلٍ منفصل.
- الهدايا والمنتجات الموزّعة مجّاناً
لا أحد يرفض الأغراض المجانيّة! لذلك، عليك إضافة سلعة مجانيّة بين الحين والآخر لتحفيز عملائك على زيادة قيمة طلباتهم.
- بطاقات الهدايا
تُعدّ بطاقات الهدايا مفيدة جدّاً خلال العطلات، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنك استخدامها في فتراتٍ أخرى. فهي الحلّ الأمثل للأشخاص الذين لا يستطيعون العثور على الهدية المناسبة لأحبائهم.
- التخفيضات بسبب التصفية
يمكنك تقديم تخفيضات لبيع مجموعة قديمة وإفساح المجال لعرض المجموعة الجديدة. لا تنسى أن تُعِدّ إعلانات جاذبة!
- التوصية بالمنتج
في المتاجر التقليديّة، يوصي الموظّفون المنتجات للزبائن ولكن يشكّل محرّك توصية المنتج عبر الإنترنت وسيلة دقيقة مئة في المئة. فمن خلال إضافة هذه الأداة إلى متجرك الإلكتروني، سيقترح المحرّك تلقائيًا منتجات جديدة للمتسوقين بناءً على اهتماماتهم وسلوكهم وطلباتهم السابقة.
- اكتشاف المنتج
تُستخدم هذه العملية لفهم جمهورك المستهدف بالكامل، الأمر الذي يخوّلك إنشاء و/ أو تقديم المنتجات التي تتناسب تماماً مع احتياجاتهم. ويُعَدّ جمع البيانات والتحليلات أمرًا ضروريًا في هذه المرحلة من أجل ضمان استراتيجية ناجحة لاكتشاف أي منتج.
- خصومات خاصة بالطلب
هذه التقنية ليست مصمّمة فقط لعروض الجمعة البيضاء أو البلاك فرايدي ولكن يمكنك الاستفادة منها على مدار السنة. سيشجّع إستخدام هذه التقنيّة المتسوقين على زيادة قيمة الطلب حتى يحصلوا على خصم أكبر.
- البيع البديل والبيع المتقاطع
هاتان الطريقتان غير موجودتين تقريبًا في المتاجر التقليديّة ولكن هي صفقة مهمّة للمتاجر الإلكترونيّة. ستسمح لك تلقائيًا باقتراح سلع متكاملة تتماشى مع المنتجات التي قد سبق وأضافها العملاء إلى عربات تسوّقهم.
وبحسب شركة هوبسبوت، "في الأسبوع الماضي، تمكن أكثر من 65٪ من المستهلكين من تذكر علامة تجارية قد رأوها في إعلانٍ على الهاتف الجوّال"
تطبيق إستراتيجية تسويق ناجحة
حان الوقت لترويج علامتك التجارية وعروضاتك من خلال تقنيات تسويقيّة فعّالة لتوسيع نطاق إنتشار متجرك وجذب العملاء إليه.
- سياسة الاستبدال/ الإرجاع السريع
تتمتع معظم مواقع التجارة الإلكترونية بسياسة إرجاع واضحة. ولكن يشكّل استبدال سلعة اشتريتها عبر الإنترنت أمرًا صعبًا لأنّك ستنتظر مجدّداً لاستلام المنتج الجديد. أمّا في القابل، لن تخوض هذه التجربة الطويلة في المتاجر التقليديّة. فكلّ ما تفعله هو الذهاب إلى المتجر واستبدال المنتج أو إرجاعه مباشرةً.
- برامج الولاء
تعتبر هذه البرامج استراتيجية تسويق مُجدية وتستخدمها المتاجر الإلكترونيّة والتقليديّة لتشجيع العملاء على الاستمرار في التسوق من المكان نفسه. فعادةً ما ترتبط هذه البرامج بمكافآت مربحة.
- قرارات الشراء المبنيّة على توافر المعلومات
كلّما زادت المعلومات التي يمتلكها الشاري عن المنتج الذي يعتزم شرائه، كان ذلك أفضل. أي أنّه يتوجّب على المتاجر تقديم جميع المعلومات الضرورية التي تشمل (على سبيل المثال لا الحصر): سعر المنتج ووصف عنه وصور له ومراجعات متعلّقة به.
لن يؤدي هذا إلى تقليل عدد عمليّات إرجاع المنتج أو استبداله فحسب، بل سيساعدك أيضًا في التأثير على قرارات الشراء.
العوامل التي تؤثر على قرارات المتسوّقين على منصّة أمازون
المصدر: شركة CPC Strategy
- مقارنة الأسعار
تسمح غالبيّة المتاجر الإلكترونيّة لعملائها بمقارنة أسعار منتجين أو أكثر بنقرة زر واحدة. هذه العملية مستحيلة عمليًا في المتاجر التقليديّة، خاصةً إذا كنت تحاول تقييم عدة خيارات في الوقت نفسه.
- قائمة الرغبات
هي ميزة موجودة فقط في العالم الإلكتروني. من خلال قائمة الرغبات، سيتمكن العملاء من إضافة المنتجات التي يرغبون في شرائها ولكن لا يمكنهم إتمام العمليّة في الوقت الحالي. بصفتك تاجرًا، يمكنك استخدام هذه البيانات لجمع معلومات إضافية حول سلوك الزوار واهتماماتهم.
- التذكير بعربة التسوّق المهجورة
هذه الأداة أيضاً موجودة عبر الإنترنت فقط؛ يسمح التذكير بعربة التسوق المهجورة للتجار بإرسال تذكيرات آلية إلى عملائهم الذين أضافوا منتجات إلى عرباتهم لكنهم فشلوا في إتمام طلباتهم.
الإعلانات الموجّهة
على الرغم من إعداد المتاجر التقليديّة لإعلانات مستهدفة بسيطة لفترة من الوقت، فقد نقلت التجارة الإلكترونية هذا النوع من العروض الترويجية إلى مستوى أكثر تقدّماً. ويعود هذا أساسًا إلى حقيقة أنه يمكنك جمع المزيد من البيانات عبر الإنترنت وبالتالي تحسين استراتيجيات استهداف خاصة بك.
- إعادة الاستهداف
هذا شكل آخر من أشكال الإعلانات الموجودة عبر الإنترنت وحسب، ويمكن للتجار من خلاله إرسال إعلانات مخصصة إلى المتسوقين الذين زاروا متاجرهم الإلكترونيّة سابقًا.
وفقاً لشركة Sleeknote، سيعود 26٪ من العملاء إلى الموقع من خلال استراتجيّة إعادة الاستهداف.
- نهج تَعَدُّد المحطّات
تُعتبر المتاجر التقليديّة محدودة جدّاً من حيث المحطّات. بمعنى آخر، تستخدم بشكلٍ أساسي واجهاتها واللافتات في الشوارع للإعلان عن منتجاتهم و/ أو خدماتهم. فالأمر يختلف تمامًا بالنسبة إلى مواقع التجارة الإلكترونية حيث يمكنها عرض سلعها على صفحات الويب كافّة:أي على وسائل التواصل الاجتماعي والأسواق الإلكترونيّة...
توفير تجربة تسوق كاملة
في الوقت الحاضر، لا تستطيع كل من المتاجر الإلكترونيّة والتقليديّة تحمّل رحلة عميل صعبة وغير واضحة. لقد ثبت أن تجربة التسوق سهلة الاستخدام والمنظّمة جدّاً هي الشغل الشاغل لمعظم العملاء.
أهم العناصر للمتاجر التي تعتمد معاملات بين الشركات ومعاملات بين الشركات والعملاء
المصدر: Econsultancy / Adobe 2019 Digital Trends
- تجربة المنتجات
تشير التقارير إلى أن القدرة على لمس سلعة ما وتجربتها يؤثر على قرار المستهلك 3 مرات أكثر من أي خيار آخر. فمن الواضح أن هذه الميزة موجودة فقط في المتاجر التقليديّة.
- التفاعلات البشرية
من المنطقي أن نفترض أن البشر بطبيعتهم الإجتماعية، يستمتعون بالتفاعل مع بعضهم البعض وهذا صحيح بشكل خاص في صناعة البيع بالتجزئة. قد لا يكون التسوّق في متجرٍ مع أشخاص آخرين سهلاً مثل الجلوس في المنزل خلف جهاز كمبيوتر أو على الهاتف، ولكنه بالتأكيد أكثر متعة.
- الحصول على المشتريات مباشرة
تسمح لك المتاجر التقليديّة بأخذ مشترياتك معك على الفور - بعد دفع ثمنها بالطبع! لكن هذا الأمر غير ممكن بالنسبة إلى مواقع التجارة الإلكترونية حيث يتعين عليك الانتظار حتى يتم شحن طلبك.
- التحقّق من الجودة مباشرةً
تبعاً للنقطة السابقة، يمكنك التحقق مباشرة من جودة المنتج الذي تشتريه أثناء وجودك داخل المتجر. هذا غير ممكن إذا كنت تتسوق عبر الإنترنت.
- الملاءمة / الراحة
على مدار تاريخ التجارة الإلكترونية، لطالما يكمن الهدف الرئيسي للشركات في جذب المتسوقين بالملاءمة والراحة التي لم يشعروا بها في المتاجر التقليدية.
- لا طوابير إنتظار
لن يضطر العملاء إلى الانتظار في طوابير طويلة بعد الآن، خاصةً أثناء فترات الأعياد حيث يصبح الاكتظاظ أمرًا لا يطاق. يمكنك الآن الجلوس في المنزل بملابس النوم وتصفّح العلامات التجارية المفضلة لديك.
- الدفع السريع
هذا أيضًا فاعل مريح يوفّرها قطاع التجارة الإلكترونية. يمكنك الدفع والخروج حرفيا بنقرة زر واحدة.
"لقد ولّت أيام الإنتظار ساعات في الطابور خلال فترة الجمعة البيضاء للحصول على صفقات جيدة" - شركة Pinnacle Cart
- تفاصيل كاملة عن المنتج
هناك دائمًا إحتمال أن تسقط معلومة ما سهواً حتى مع مساعدة أفضل موظّفي المبيعات في المتجر. لكن من المستحيل أن يحدث هذا في المتاجر الإلكترونيّة خاصةً إذا أضاف التاجر جميع التفاصيل اللازمة.
- تجربة مخصّصة
تم تصميم المتاجر التقليديّة لمجموعة معينة من المتسوقين مثل النساء أو الرجال أو الأطفال. يمكن لمواقع التجارة الإلكترونية أن تقدّم تجربة مخصّصة لكل زائر بسبب الأدوات والميزات المتعدّدة المذكورة أعلاه.
الحكم النهائي: التسوق عبر الإنترنت مقابل التسوق في المتاجر التقليديّة
في الختام، لا تتعلق هذه المقالة بكون التسوق عبر الإنترنت أفضل من التسوق في المتاجر التقليديّة (أو العكس)، بل هي تهدف لتوضيح خصائص كل طريقة وعلى العميل أن يختار تلك التي تناسبه.
ومع ذلك، فإن قطاع البيع بالتجزئة بشكل عام لا يزال ينمو في جميع أنحاء العالم، بيد أن التجارة الإلكترونيّة تتوسع بمعدل أسرع بكثير من العالم غير المتّصل بالإنترنت. وعلى الرغم من أن المتاجر التقليديّة تتمتّع بمزاياها الخاصّة، إلا أن هذه الحقيقة كافية لإعطائك لمحة عن المستقبل وسبب كونه الوقت المناسب لنشر متجرك التجاري عبر الإنترنت.
نبذة عن إيكومز
إيكومز هي منصة تجارة إلكترونية حائزة على جوائز، و يديرها فريق شغوف من خبراء ومبتكرين في عالم التجارة الإلكترونية ومدعوم من قبل مستثمرين مؤسسيين مثل البنك الدولي والشركات الرائدة في مجال الاستثمار في المنطقة. وهي مدعومة بإمكانيات متقدمة في إنشاء المتاجر، ومظاهر جمالية تركز على تجربة المستهلك، ومجموعة شاملة من أدوات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي، بالإضافة إلى عمليات الدمج المبتكرة متعددة القنوات. توفر لعملائها دعًما وتوجي ًها محلًيا لا مثيل له يركزان على نهج احترافي وشفاف ومدفوع بالنمو.
تعمل إيكومز في أكثر من 55 دولة وتخدم أكثر من 7000 تاجرفي مساعدتهم على تحقيق مبيعات تزيد عن 50 مليون دولار. تمّ الحصول على جائزة أفضل 5 مواقع B2B على مستوى العالم لعام 2018 من قبل Seamless Conference، عام 2017 لأفضل 10 أعمال من قبل ArabNet وقد تمّ الإعتراف بها من قبل Google و Disrupt San Francisco TechCrunch وبرنامج MIT Silicon Valley لإنجازاتها وتمّ منحها من قبل Touch Innovation Program (TIP( لعام 2018 وBrilliant Lebanese Award من مصرف BLC.
شارك في المحادثة!